الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات قصة قرية النبي صالح في مواجهات الاحتلال الصهيوني

نشر في  14 سبتمبر 2018  (13:17)

قرية النبي صالح أو كما يسميها أهلها قرية "التميمي" تلك العائلة التي خرجت منها الثائرة الفلسطينية عهد التميمي ونور التميمي، وأصبحتا حديث قنوات الإعلام العربية والأجنبية بعد مناوشات وصفعات بالأيدي والأرجل لجنود قوات الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع من الإعلام العربي والعالمي.

تنتمي تلك القرية لعائلة واحدة وهي "التميمي"، ويقترب تعدادها من 560 نسمة، حسبما أكد بهاء التميمي في حديثه إلى "فيتو"، تلك القرية التي لها مكانة إستراتيجية في رام الله بالضفة الغربية، وهي مدخل لعدة قرى أخرى مجاورة؛ يبدأ الشباب يومهم من الثالثة فجرا لمقاومة قوات الاحتلال بالحجارة وتعرض معظم شباب القرية للاعتقال أكثر من مرة، واستشهد من القرية 22 شهيدا، منهم عم وخال عهد التميمي التي أصبحت أيقونة الانتفاضة الفلسطينية مع الثائرات الأخريات.

 

ويروي بهاء التميمي قصة القرية التي أصبحت أيقونة للمقاومة الفلسطينية وهو يقول: بجانب قريتنا توجد مستوطنة "حلميش"، أقامتها قوات الاحتلال، وعلى مشارف الدخول من القرية بوابات حديدية وأبراج للمراقبة ويتم تفتيش الهويات والسيارات ويقوم الإعلام الإسرائيلي بتوجيه الكاميرات على قرية النبي صالح بسبب المواجهات المستمرة والعراك بالأيدي، ولكنه تضرر أكثر منا، وهو الآن يحاول قلب المشهد لإظهارنا بأننا من نعتدي عليهم، ولكن الاحتلال هو الذي يبدأ دائما مستخدما العنف.

الفن في مواجهة الاحتلال
ويضيف الشاب الفلسطيني: "قبل 5 سنوات تقريبا قررنا كمجموعة من شباب قرية النبي صالح أن نواجه قوات الاحتلال ونوصل رسالتنا عن طريق الفن؛ وشكلت مع نور التميمي وعهد التميمي اللتين تم اعتقالهما فريق "مسرح قاوم"، وقمنا بتأليف مسرحية سميناها "قرية النبي صالح والشيطان"، والشيطان هنا يمثل قوات الاحتلال الصهيوني، واستطاع فريق منا أن يسافر إلى فرنسا بواسطة مدير المسرح لعرض المسرحية هناك، ولكن قررت سلطات الاحتلال اعتقال اثنين من الفريق، وتم تغريمهم بـ6 آلاف شيكل أثناء السفر، وأيضا أثناء العودة اعتقل الاحتلال 3 زملاء، وحبسوا لمدة 5 أشهر ودفع كل شخص غرامة 3 آلاف شيكل وبسؤاله عن أسباب فرض غرامات مالية مرتفعة رد "بهاء" قائلا: هم يقصدون إبعادنا عن المقاومة وفرض العقوبات حتى لا نعود لتكرار ما نؤديه، وفي المحكمة وجهنا رسالة إلى القاضي: البني آدم هو اللي بيسوّي الفلوس مش الفلوس هي اللي بتسوي البني آدم".

ويؤكد بهاء: مهما فرض الاحتلال من غرامات يعود الشباب من جديد لصفوف المقاومة معلنين تصديهم للاحتلال حتى النفس الأخير، وهنا يقول "بهاء" منفعلا: وإذا كان الاحتلال بيسوّي عليّ غرامة بطلع من السجن وبشتغل وأجيب المصاري، وأدفعها وأعود من جديد لمواجهة قوات الاحتلال، ولكن لا نواجههم على أنها ناحية دينية، فالإسلام والمسيحية واليهودية ديانات سماوية، ولكن نحن نحارب الفكر الصهيوني المحتل.

قضية عهد التميمي 

الإعلام الإسرائيلي دائما ما يقلب الحقائق، وقبل الفيديو المتداول لعهد التميمي وهي تصفع أحد جنود الاحتلال كان أحد الجنديين قد أطلق النار على طفل يقف في إحدى الشرفات، وأصابه برصاصة أسفل عينيه، وسقط على إثرها من الدور الثاني، وهو الآن محجوز، بين الحياة والموت، هكذا يؤكد بهاء التميمي، مشيرا إلى سيناريو تستخدمه قوات الاحتلال لقلب الحقائق من خلال الإعلام.

قنص طفل 13 عاما 

 

وأكد أن الشباب كان غاضبا من تلك الحالة بعد إصابة طفل في عمر 13 سنة من مسافة الصفر، ارتبك الجنود بعدها ولم يستطيع أحد التصرف، وحاول الجنود الاعتداء على عهد التميمي ووالدتها ناريمان ونور، وهو ما دفعهم للدفاع عن أنفسهم وظهرت عهد من خلال الفيديو المتداول، وهي تضرب وتصفع أحد الجنود، وهنا استطاع الإعلام الإسرائيلي المخادع أن يقلب الآية بعد أن كان الجنديان هاربين من مطادرة الشباب.

البنات في مواجهة الاحتلال
ويؤكد بهاء أن شباب وبنات فلسطين وعائلة التميمي دائما في صدارة المشهد لمقاومة قوات الاحتلال بداية من عهد التميمي ونور ناجي التميمي وفرح التميمي وكافة بنات القرية لأنهن ينشأن على المقاومة، وبعدم فشل جنود الاحتلال في مواجهة غضب عهد التميمي سرعان ما تدخلت قوات الاحتلال مدججين بالسلاح وعشرات الجنود للقبض عليها وعلى نور ووالدتها ناريمان وعرضهم على محكمة عسكرية وتم حجزهم في سجن "بنيامين".

فبهاء ابن السابعة والعشرين عاما تعرض للاعتقال مرتين من قوات الاحتلال وكسرت قدمه، إلا أن ذلك لم يثنه عن الاستمرار في مواجهة العدو المحتل؛ وأشار إلى أن قرية النبي صالح ظلت تواجهه العدو قبل إعلان "ترامب" المشئوم لمدة 7 سنوات، وسقط منها الكثير من الشهداء والمصابين، ونحن نعمل الآن كفريق مقاومة شعبية بعيد عن التحزب والتعصب للمشاركة في هبة شعبية تنطلق من قرية النبي صالح يشارك فيها جميع الأطياف حتى نوصل صوتنا للعالم؛ فلا يوجد مساومة أو مفاوضات مع الكيان الصهيوني على أرضنا التي احتلها.

الطفل ينشأ على كره الاحتلال

ينشأ الطفل الفلسطيني منذ الصغر على كره الاحتلال الذي لا يترك منزلا أو مسجدا أو مستشفى أو مدرسة إلا واستهدفها وهم مدججون بالسلاح، وهو ما يترك أثرا نفسيا في نفوسنا من الصغر وهم يعتدون على الكبار والصغار ويقتلون العزل والنساء والرجال والشباب، كل هذا وأكثر يؤكد عليه بهاء التميمي؛ ويضيف من عوامل كرهنا لقوات وجيش الاحتلال عندما تدخل قوة إلى أحد البيت يقومون بتفتيش الدار وتخريبها والاعتداء، وأنا استُشهد كثير من عائلتي بينهم من استشهد أمامي وهو ابن عمي، وزي ما يقولوا اسع يا عبد وأنا أسعى معاك، فأنا أقوم بواجبي وما عليّ القيام به، وأحيانا تغيبت عن بيتي لمدة سنة لا أنام بداخله بسبب موضوع الاعتقالات، ولكن سنظل نقاومهم وندافع عن كرامتنا حتى يوم المعاد.

بوابة فيتو